رفضت “سالزبورغ” أن تبني شهرتها او سمعتها كمدينة ساحرة معتمدة على جبال الألب، حتى انها قاومت بشدة ان يصبح ” الذهب الأبيض ” وهو الترجمة الحرفية لاسمها مرادفا لها، ولم تقبل ان تُعرف بين جاراتها الاوروبيات بمدينة القصور المترفة او البحيرات الهادئة فقط … اتجهت المدينة بعيدا حين اختارت ان تصنع لنفسها اسماً خاصاً فريداً من نوعه فاختارت ان يقترن اسمها بالموسيقى. عشق المدينة للموسيقى لم يكن غريبا فهي مسقط رأس الموسيقار الشهير موزارت أشهر المبدعين في تاريخ الفن، الذي قدم ما يقارب 350 عملا موسيقيا في حياته القصيرة والتي امتدت إلى 35 عاما فقط بالإضافة إلى قيادته لفرقة الأوركسترا في القصر الامبراطوري وهو في سن السابعة من عمره. كان فيلم ” صوت الموسيقى ” الذي عرض عام 1965 بوابة العالم الأولى لسالزبورغ ، حيث تم تصوير معالم المدينة في مشاهد متفرقة من الفيلم الأمر الذي ترك انطباعا مميزا لدى الكثير مما دفع العديد من السياح حتى اليوم إلى زيارة هذه المدينة الخلابة بطبيعتها، هذا الانطباع اثر ايضا في المسيرة التعليمية للمدينة حيث اصبحت مطلباً مهماً للكثير من الطلاب مما لقبها ب”مدينة الطلاب” لوجود ثلاث جامعات من أكبر جامعات النمسا فيها، ارتباطها بالفن الموسيقى جعلاها مركزا ثقافيا في قلب أوروبا حيث يطلق عليها ” مسرح العالم ” ، لكثرة المهرجانات الموسيقية على مدار العام مما يجعلها مقصدا للسياح الراغبين في تذوق المأكولات النمساوية المحلية، في مطاعم أثرية وأخرى ذات الطراز الحديث، تلفها أسواق وماركات عالمية.
No comments:
Post a Comment